هكذا سيكون سوق العمل الألماني في عام 2024!
عانى العديد من الأشخاص من صعوبة في الحصول على فرص عمل في ألمانيا نتيجة ركود الناتج المحلي الإجمالي، حيث أعلنت عدد من الشركات الكبرى الألمانية عن تجميد الوظائف، لذلك سنلقي في هذا المقال نظرة عما يتوقعه الباحثون عن عمل في ألمانيا في عام 2024.
وتشير التوقعات إلى استمرار الانكماش الاقتصادي في ألمانيا طوال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، بالتزامن مع توقعات بتخفيض الوظائف على نطاق واسع داخل العديد من الشركات، كما ستستمر ألمانيا في مواجهة نقص في العمالة الماهرة والعمال في العام المقبل، حتى مع توقع أن تصبح عملية طلب التأشيرة للعمال الأجانب أكثر بساطة.
وتشكل معدلات التضخم المرتفعة، وأسعار الطاقة التي لا يمكن التنبؤ بها، وحالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، تحديات للشركات الألمانية.
وتباطأ نمو الاقتصاد الألماني هذا العام مما ترك عددًا من الشركات حذرة بشأن توظيف العمال حتى عام 2024.
من يستأجر العمال الأجانب في ألمانيا؟
تميل العيديد من الشركات الألمانية إلى توظيف الكثير من العمال الأجانب منها، شركات التكنولوجيا والتصنيع العالمية مثل سيمنز وبي إم دبليو، وعمالقة الموضة العالميين مثل Adidas أو Puma والتي تتمركز في ولاية بافاريا الجنوبية.
وفي السنوات القليلة الماضية، اكتشف عدد كبير من العمال من الخارج فرص عمل في النظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة في برلين، على الرغم من أن هذا التقدم شهد تباطؤًا مؤخرًا.
في حين أن العديد من الشركات الناشئة تعمل حاليًا على تقليص حجم قوتها العاملة بدلاً من توسيعها، فقد أعربت 20% من الشركات التي شملتها دراسة Sifted عن عزمها زيادة عدد موظفيها خلال الأشهر الستة المقبلة.
حتى عام 2024، ستحافظ الشركات الناشئة بمختلف أحجامها ومراحل تمويلها على نهج حذر تجاه نفقاتها بسبب التحديات في الحصول على رأس المال، مما يؤدي إلى محدودية فرص التوظيف.
وفقا لمسح أجراه المعهد الاقتصادي الألماني (IW) في مدينة كولونيا، والذي شمل أكثر من 2200 شركة، أعرب عدد أكبر من الشركات عن توقعات متشائمة للعام المقبل مقارنة بتلك ذات التوقعات المتفائلة. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع 20% من الشركات التي شملتها الدراسة زيادة في التوظيف، بينما تتوقع 35% انخفاضًا.
الطاقة الباهظة الثمن تضرب عمالقة الكيماويات والأدوية
وكان لارتفاع أسعار الطاقة في سياق الحرب الروسية الأوكرانية تأثير كبير على الاقتصاد الألماني.
إن أسعار الكهرباء لكبار العملاء الألمان أعلى بنحو أربعة أضعاف عنها في الولايات المتحدة، ونحو الضعف في فرنسا، وهو أمر سيئ بشكل خاص بالنسبة لشركات تصنيع المواد الكيميائية والأدوية، ولكن ارتفاع التكاليف في هذه الصناعات انتشر في الخارج، مما أثر على الاقتصاد الألماني بشكل عام.
ورغم أن مبيعات الأدوية هذا العام أفضل من ذروة الأسعار خلال أزمة الغاز الطبيعي في عام 2022، فإن شركات الأدوية لا تتوقع تحسنا حتى عام 2025.
وتتخذ بعض الشركات خطوات لتقليص حجمها، مما يؤدي إلى إلغاء المزيد من الوظائف الإدارية والمكتبية مقارنة بتلك المرتبطة مباشرة بالإنتاج.
لا تزال هناك حاجة ماسة للعمال في جميع أنحاء ألمانيا
وتشهد الشركات المصنعة الألمانية نقصا حادا في العمال المهرة، حيث أن الطلب على المهن المرتبطة بالتكنولوجيات المرتبطة بالمناخ مرتفع بشكل خاص حاليا؛ مثل العمال الذين يقومون بتركيب الألواح الشمسية أو المضخات الحرارية، أو العمال الذين يعملون في شبكات الطاقة.
ويوجد في ألمانيا نقص في عمال البناء والحرفيين، على سبيل المثال، وكذلك سائقي القطارات والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين والعاملين في التمريض والرعاية.
وقد يجد العمال الأجانب الذين يتمتعون بمهارات معينة أنه من الأسهل العثور على عمل في ألمانيا العام المقبل، حيث تؤتي الجهود المبذولة لجذب العمال المهرة والاحتفاظ بهم ثمارها.
ولا يزال هناك العديد من فرص العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى الأدوار الأخرى في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتلك المتعلقة بانتقال الطاقة والتقنيات المستدامة التي ستجذب مهندسي البرمجيات من جميع أنحاء العالم.
وللحصول على فرص عمل ينصح خبراء التوظيف بالبحث عن وظائف شاغرة في الشركات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الشركات الكبيرة في ألمانيا.
ةأقرت ألمانيا قانون هجرة العمال المهرة في نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام، في محاولة للحد من النقص في العمال المهرة، ولمساعدة الشركات على جذب المزيد من المواهب الأجنبية.
ستدخل تأشيرة البحث عن عمل الجديدة حيز التنفيذ في مارس 2024، في حين تم تخفيف متطلبات التأشيرات الأخرى والبطاقة الزرقاء أو على وشك التخفيف.